لم نكن نتخيل أن تكون أحد الأسئلة الافتتاحية البسيطة قادرة على تحويل مكتب عميد كلية آداب المنصورة إلى مسرح من المشاعر الإنسانية تتبارى فيه الكلمات والدموع ويعم الصمت بين جمهور الطلبة والموظفين معلنا عن انكشاف شخصية مختلفة عن ابن البلد الصريح البسيط الذي يهوى الريف برغم أنه من أبناء البندر ... ظهر للجميع معدنه الأصيل الذي تربى على فلسفة البسطاء هو أحد أقطاب كلية آداب جامعة المنصورة والأدب الشعبي تحديدا د/علي أبوزيد حضرتك برج ايه يافندم؟ ده سؤال صعب!!..أنا برج ومش هكمل الكلمة لأني مبحبش أقول الاسم ده..قالولي مش هتعيش لكن إيماني بربنا خلاني موجود قدامكم لحد دلوقتي وقدرت أهزم الكلمة دي والله بجد احنا آسفين يافندم .. لكن التجربة دي أثرت فيك ازاي؟ ضحك وقال إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى وأذللت دمعاَ من خلائقه الكبر.. الحمد لله اتعلمت كتيراتعلمت إن الحزن أساسي في حياتي وبهرب منه لدموعي وشفت المستقبل في عيون أولادي وأحفادي والطلبة بتوعي ورضيت عن كل حاجة عملتها واتقسمت ليا ومحيت من قاموس حياتي كلمة يأس طيب نرجع بالزمن للوراء .. د/علي ابن خمس سنين كان شكله إيه؟ ابن لأسرة بسيطة من خمس بنات وولد في حي المديرية الشعبي لأب شرقي صارم جداَ وأم مصرية حنون ولي أخ توفى في سن صغير لكن ساب جوايا جرح كبير هل نشأتك كانت سبب في اختيارك الأدب الشعبي؟ هي طبعاَ أثرت بشكل كبير .. الجلاليب والحمام ع السطح .. عاشورة .. المولد النبوي .. مصر الجوانية في صورة أبويا سي السيد حتى في يوم نجاحي وسط أوائل الجمهورية ونجاحي في المسرح ظل صارما لدرجة إني نمت جعان حزين اليوم ده .. لكن الشدة دي طلعتني راجل .. لكن أمي الحنون كانت بتداوي ده كله وضحك ضحكة مليانة صدق الست دي كانت طيبة لدرجة تضحك كانت بتخاف عليا أصوم في رمضان وتشيل لمبة الجاز علشان ماذاكرش وعينيا توجعني تخيلوا !! ولا أنسى أبداَ دعوتها ربنا يجعلك تعطي ولاتستعطي بمعنى .. أوضح اتربيت على فلسفة البسطاء كيف كانت مرحلة المراهقة والنضج الإنساني في حياتك؟ دخلت كلية الآداب وحضرت في قسم فرنساوي بعدين حولت عربي واللي خلاني أستمر فيه د/ سهير القلماوي وكان من حظي أن يدرس لي د/ طه حسين .. وبعد وفاة أبويا نزلت لمُعترك الحياة الحقيقي وبقيت مسئول عن عائلتي ماذا تعلمت من د/ طه حسين؟ اتعلمت منهجية البحث والتعمق في الجزئيات ويمكن أتذكر له موقف لما أحد الزملاء كان بيعمل بحث عن فرس ابن المعتز فرد عليه كان البحث أولى في ذيل الفرس .. وده خلاني أوجه نظري للاتجاه ده حتى لو سبحت ضد التيار كلمنا عن تجربة حضرتك مع نادي الأدب؟ أروع تجارب حياتي فهو مؤسسة إنسانية فنية ياريت يحافظوا عليها توليت مسئوليتها 27 سنة واحتكيت بالشباب وعرفت إنهم أمل البلد دي على عكس الفكرة السائدة .. ويمكن اللي زعلني بعد الفترة الطويلة دي نكران الجميل .. مكنتش عايز شكر ولكن احترام المجهود وتقديره بعد عمر طويل وده خلاني أعيد حساباتي في حاجات كتير فكرة العطاء لدرجة السذاجة بحاول أمسحها من حياتي الأدب بشكل عام من وجهة نظر سيادتك كمتذوق ؟ بحب جداَ شعر العتاب لأنه لغة الأحباب وأؤمن بالمثل الشعبي لو كنتم أصحاب اتعاتبوا ويمكن لا أستمتع بشعر الغزل اللي واخد أكتر من حجمه عرفنا على مؤلفاتك؟ الحمد لله صدر لي أكتر من تلاتين كتاب في مصر والإمارات منها دجلة والسفينة ، زهد المُجان في العصر العباسي ، صورة المرأة في العصر العباسي ويمكن اهتميت بالمرأة في كتابتي لأنها مشكلة الحب وسر كبير لايستطيع أحد الاقتراب منه بتحب تقرا لمين؟ العبقري صلاح جاهين طبعاَ رائعة الليلة الكبيرة لأنه قدر يصور المجتمع كله بشكل تشريحي متكامل لكل طبقاته والرباعيات كان عملاق فيها.. الأبنودي في السيرة الهلالية لأنه آخر من كتب في الأدب الشعبي وهو امتداد لمحمد بن دانيال أحمد فؤاد نجم بيعجبني فيه بساطته والجلبية والكاراكتر اللي هو عامله.. بحب قصيدة كلب الست الفن الشعبي دلوقتي وزمان من وجهة نظر حضرتك؟ فرق كبير .. بحب أسمع أحمد عدوية لأنه معلم في طريقته وأداؤه عارف بيعمل إيه.. ويمكن هو امتداد لعبد العزيز محمود وعبد المطلب .. أما بالنسبة للفن عموما بحترم الفخراني ونور الشريف .. لكن دلوقتي لا أطيق سماع أي أغنية ماتزعلوش مني ده رأيي مواقف لاتنساها ماحييت؟ ياااه ياولاد انتوا بتقلبوا مواجع كتير الموقف الأول .. كان في طالبة عندي أبوها فران ولما عرفت بظروفها أرسلت الكتب لأبوها فرفضت ولم تحضرالمحاضرات الموقف الثاني .. قابلت طالب عندي كان بيبيع ذرة حافي في رأس البر على الشاطئ حسيت بفخر شديد بكفاحه علشان أهله ولما حاولت أساعده حتى بالكتب رفض وبكى الموقف الثالث .. يوم وفاة أمي في العيد الصغير كنت إلى جوارها ساعتها ولما أحست بقرب الأجل طلبت مني الخروج لسبب بسيط رجعت بعد دقيقتين لقيتها وافتها المنية هل جه يوم وقلت ياريتني ماكنت دكتور؟ حصل لأنها نوع من المعاناة والمجتمع لايقدر دكتور الجامعة لضعف العائد المادي ولكن سمو الرسالة ولما تشوف الطلبة بتوعك بيكبروا قدام عينيك ويشغلوا مناصب كبيرة بيزول كل ده ايه الرسالة اللي تحب توجهها للشباب ؟ هو موقف حصل معايا ويمكن بيتكرر في كل عصر لكني حابب أعيده علشان محدش يفكر إنه شغل سيما لأ ده بيحصل .... لما كنت خاطب بنت ناس أغنياء وطلب مني والدها قبل الفرح بساعة إني أجيب واحد لابس بدلة يعمل أبويا في الفرح بدل أبويا بتاع الجلابية حسمت الموقف مع نفسي وقلت دي متنفعنيش أهاليكم وناسكم اتدفوا بيهم أبقى وأحسن والبسوا توبكم ماتتغيروش أهم حاجة أحبهم يفهموها من تجربتي إني لم أكن أحلم بالمكانة اللي وصلتلها ويمكن احنا قاعدين دلوقتي في مكتب العميد وأنا مش عميد الكلية لأن إرضاء الناس حاجة صعبة هربت منها كتير في المناصب لكن حب الناس أروع مافي الحياة وهو اللي هيبقى لك بكل خير بعد رحيلك لينا تاريخ محترم وقدوة زي عمر بن الخطاب ممكن نتعلم منها في عصر غياب القدوة وفعلا عرفنا يعني إيه انسان قليل الحظ مع السعادة لكن يقدر يوصلها في محاضراته وكل حياته ويسيب بسمة على كل وش شكرا جزيلا د/علي أبو زيد
علياء .. بطوطة يحيى .. حلاوة
|
الموضوع اكتر من رائع
واسلوب كتابته جــــــامد
بجد تسلم ايدكم يا عيال
ربنا يكرمكم
بس الراجل دا جامد اوى اوى
ربنا يكرمه ويعزه
انا دمعت كذا مرة وانا بقرأ
بجد الموضوع توحفه